وقولُه:(وأَفاد … ) إلى آخره: يُبيِّن أَنَّ وصفَ الرِّهان بالقبضِ يدلُّ على اشتراط قبض المرتهِن للرهنِ؛ لأن التوثيقَ لا يتحقق إلا بذلك.
وقولُه:(أي: الدائنُ … ) إلى آخره: بيان للمرادِ بالبعض الأول والثاني؛ فالأولُ هو: الدائن، والثاني هو: المَدينُ الذي عليه الحقّ فإذا أملئ الدائنُ المدينَ على حقِّه فلم يرهنهُ شيئًا فعلى المَدين أن يؤدِّي الحقَّ الذي عليه فلا يجحدْ ولا يماطِلْ.
وقولُه:(أَي: المدين): تفسيرٌ لـ {الَّذِي اؤْتُمِنَ} لأنه الذي ائتمنَهُ صاحبُ الدَّين.
وقولُه:(دَينَه): بيانٌ للمراد بالأمانة. وقولُه:(في أَدائه): يبيِّن أن على الذي اؤتُمنَ أن يتقيَ الله. وقولُه:(خصَّ بالذِّكر … ) إلى آخره: يريد: خصَّ القلبَ بالذِّكرِ في قوله: {آثِمٌ قَلْبُهُ} وذكرَ لهذا التخصيصِ سببين؛ الأول: أن القلب محلُّ الشهادة. الثاني: أنه إذا أثمَ القلبُ أثمتِ الأعضاء تبعًا له؛ كما في الحديث:((إذا صلحَ صلحَ الجسدُ كله، وإذا فسدَ فسدَ الجسدُ كله)) (١).
* * *
(١) أخرجه البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، بنحوه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.