وتفسير الاستواء هنا بالقصد ليس من التحريف المذموم؛ فإن {اسْتَوَى} ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها: الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}، وتارة تكون بمعنى «علا وارتفع»، وذلك إذا عديت بـ «على» كما في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}، {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}، وتارة تكون بمعنى «قصد»، كما إذا عديت بـ «إلى» كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات. ينظر: «تفسير السعدي» (١/ ٥٢ - ٥٣)، (١/ ٢٢ - ٢٣). (٢) قال البغوي: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: «أي: ارتفع إلى السماء»، واختاره الطبري. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٥٦) (١/ ٤٥٧)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ٧٥ رقم ٣٠٨)، و «تفسير البغوي» (١/ ٧٨). (٣) تقدَّم (ص ٥٩). (٤) روي بنحوه عن وهب بن منبه. ينظر: «تفسير الطبري» (١٢/ ٣٣٤)، و «زاد المسير» (٤/ ٤٧).