للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يفطر إذا فعل شيئا من المفطرات ناسيا لقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: ٢٨٦] وقول النبي صلى الله عليه وسلم «من نسي وهو صائم، فأكل، أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله، وسقاه» لكن إذا ذكر، أو ذكر وجب عليه التوقف عن تناول المفطر، فإن استمر بطل صومه حتى لو كان الشيء في فمه، فبلعه بعد ذكره بطل صومه، ومن رأى صائما يأكل أو يشرب ناسيا، فليذكره فإن ذلك من التعاون على البر والتقوى. ولا يفطر إذا حصل عليه شيء من المفطرات بغير اختياره، فلو طال إلى جوفه غبار أو تسرب إليه ماء عند المضمضة أو الاستنشاق بغير اختياره، فصومه صحيح ولا شيء عليه. النوع السابع من المفطرات خروج دم الحيض أو النفاس، فمتى خرج ذلك، ولو قبل الغروب بلحظة بطل الصوم، ولو أحست بحركته قبل الغروب، ولم يخرج إلا بعده ولو بزمن قليل فالصوم صحيح لأنه لا يبطل إلا بخروجه.

ويجوز للصائم أن يتكحل بأي كحل شاء، وأن يقطر دواء في عينه أو أذنه، وأن يداوي جروحه، وأن يتطيب بالبخور وغيره لكن لا يستنشق دخان البخور، فيدخل إلى جوفه، ويجوز للصائم أن يفعل ما يخفف عنه الحر، والعطش كالتبرد بالماء، وبل الثوب، ونحوه، فقد روى الإمام مالك عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب الماء على رأسه من العطش أو من الحر يعني وهو صائم» . وبل ابن عمر ثوبه، وألقاه على بدنه. ويجوز للصائم أن يتسوك في أول النهار وآخره، وهو سنة له كما هو سنة لغيره، ويتأكد عند الصلاة والضوء والقيام من النوم، وأول ما يدخل بيته. والسنة أن يفطر على رطب، فإن لم يكن فتمر، فإن لم يكن فماء، فإن لم يكن فعلى أي طعام أو شراب حلال، فإن غربت الشمس وهو في مكان ليس عنده شيء نوى الفطر بقلبه، ولا يمص أصبعه كما يفعله بعض العوام.

واحفظوا أيها المسلمون صيامكم من اللغو والرفث وقول الزور وفعله، فإن من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. أقيموا الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، أكثروا من الصلاة والذكر وقراءة القرآن والصدقة وغيرها من الطاعات، اجتنبوا ما حرم الله عليكم من الغيبة والنميمة والغش والكذب والسب والشتم، وإن سابكم أحد، فقولوا: إني صائم، ابتعدوا عن استماع المعازف وآلات اللهو من الراديو أو غيره، فإن الصوم جنة يتقي بها الصائم الآثام، وينجو بها من النار، فمن تجرأ على المحرمات، أو تهاون بالواجبات في

<<  <  ج: ص:  >  >>