وانتهكوا الحرمات صاروا كالبهائم يطلبون متع الدنيا وإن أضاعوا الدين صدوا عن سبيل الله واتبعوا سبل الكافرين زين لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحررا وتقدما وتطورا وما علموا أن ذلك هو الرق تحت قيود الهوى والتأخر عن الفضائل إلى الورى والتدهور إلى الهاوية والردى.
أيها المسلمون المؤمنون بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أسباب هذا التدهور ترجع إلى أمرين: أحدهما ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل والثانية ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله عز وجل وأن حماية الدين لا تكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بما أمر الله به رسوله والنهي عما نهى الله عنه ورسوله بقصد النصيحة لله ولعباد الله.
أيها المسلمون إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة التي هي أفضل الأمم وأكرمها على الله إن استقامت على دينه:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران: ١٠٤ - ١٠٥]
أيها المسلمون إنكم إن قمتم بهذا الذي أمركم الله به كنتم خير أمة أخرجت للناس وإن تركتم ذلك كنتم من شرار الأمم إنه لا نسب بين الله وبين عباده ولكن من اتقاه فهو الكريم عنده وأكرم الناس عند الله اتقاهم له. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على فئة معينة من الناس إنه واجب على الناس جميعا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» .
أيها المسلمون إن، منا من يظن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بفئة معينة وهذا ظن فاسد فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال «من رأى منكم منكرا» وهذا عام لكل من رأى المنكر يجب أن يغيره بيده بالضرب أو غيره فإن لم يستطع فبلسانه بالكلام والنصح والإرشاد أو الكلام مع ولاة الأمور إن لم ينفع الكلام معه وكل واحد منا يستطيع أن يتكلم مع المسئولين في منع المنكر، ويجب على المسئولين إذ بلغهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من الإصلاح، ولأن يجتمعوا على ذلك لينالوا الفوز والفلاح إن عليهم أن يتركوا الدعة والسكون وأن يقوموا