للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثامن عشر: الإحصار عن البيت الحرام]

أولاً: مفهوم الإحصار لغة واصطلاحاً:

الإحصار لغة: قال ابن فارس رحمه اللَّه: ((الحاء والصاد والراء، وهو الجمع والحبس، والمنع)) (١).

والحصر: كالضرب والنصر: التضييق والحبس عن السفر وغيره (٢) (٣).


(١) معجم مقاييس اللغة لابن فارس، ص ٢٦٨، الطبعة الأولى ١٤١٥هـ، دار الفكر، بيروت، لبنان.
(٢) القاموس المحيط، باب الراء، فصل الحاء، ص ٤٨٠.
(٣) والحَصَر: ضيق الصدر، وإذا ضاق المرء عن أمر قيل: حصر صدر المرء عن أهله يحصر حصراً، لقوله تعالى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: ٩٠]. وحَصَره، يحصُرُه، حَصْراً فهو محصور، وحصيرٌ، وأحصره كلاهما: حبسه عن السفر، وأحصره المرض: منعه من السفر أو من حاجة يُريدها، [لسان العرب لابن منظور، باب الراء، فصل الحاء، ٤/ ١٩٣].
قال العلامة الشنقيطي رحمه اللَّه: ((اعلم أن أكثر علماء العربية يقولون: إن الإحصار هو ما كان عن مرض أو نحوه، قالوا: تقول العرب: أحصره المرض يُحصِره بضم الياء وكسر الصاد إحصاراً. وأما ما كان من العدو فهو: الحصر، تقول العرب: حصر العدوُّ يَحصُره بفتح الياء وضم الصاد قَصْراً بفتح فسكون، ومن إطلاق الحصر على ما كان من العدو قوله تعالى:
{وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ} [التوبة: ٥]. ومن إطلاق الإحصار على غير العدوّ كما ذكرنا عن علماء العربية قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّه}))] أضواء البيان، ١/ ١٨٥].
وقال ابن الأثير رحمه اللَّه: ((الإحصار: المنع والحبس، يقال: أحصره المرض، أو السلطان إذا منعه عن مقصده، فهو مُحْصَرٌ، وحصره إذا حبسه، فهو محصور))، [النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، ١/ ٣٩٥].
وقال الفيومي رحمه اللَّه: ((حصره العدوّ حصراً: من باب قتل: أحاطوا به ومنعوه من المضي لأمره، وقال ابن السِّكِّيت وثعلب: حصره العدوُّ في منزله: حبسه، وأحصره المرض بالألف منعه من السفر، وقال ابن الفراء: هذا هو كلام العرب وعليه أهل اللغة، وقال ابن القوطيَّة وأبو عمرو الشيباني: ((حصره العدوُّ والمرض وأحصره كلاهما بمعنى حبسه))، [المصباح المنير للفيومي، ١/ ١٣٨].

<<  <   >  >>