للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطب، وهذه الوصايا، وهذا التوديع كثيرة منها الفوائد الآتية:

١ - إن كل من قدم المدينة إجابة لأذان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج فقد حج مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقول جابر - رضي الله عنه -: ((فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله)) (١).

٢ - استحباب نزول الحاج إلى عرفات بعد زوال الشمس إن تيسر ذلك.

٣ - استحباب خطبة الإمام بالحجاج بعرفاتٍ, يبين فيها للناس ما يحتاجون إليه، ويعتني ببيان التوحيد, وأصول الدين, ويحذِّر فيها من الشرك والبدع والمعاصي, ويوصي الناس بالعمل بالكتاب والسنة.

وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجة الوداع ثلاث خطب:

خطبة يوم عرفة, والخطبة الثانية يوم النحر في منى, والخطبة الثالثة في منى يوم الثاني عشر من ذي الحجة. ومذهب الشافعي أن الإمام يخطب يوم السابع من ذي الحجة كذلك (٢) , ويُعلِّم الإمام الناس في كل خطبة ما

يحتاجون إليه إلى الخطبة الأخرى.

٤ - تأكيد غلظ تحريم الدماء, والأعراض, والأموال, والأبشار الجلدية.

٥ - استخدام ضرب الأمثال وإلحاق النظير بالنظير؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)).

٦ - إبطال أفعال الجاهلية، وربا الجاهلية، وأنه لا قصاص في قتلى الجاهلية.

٧ - إن الإمام ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يجب أن يبدأ بنفسه


(١) تقدم تخريجه من حديث جابر - رضي الله عنه -.
(٢) انظر: فتح الملك المعبود في تكملة المنهل المورود، ٢/ ٢٠.

<<  <   >  >>