للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس والعشرون: السعي بين الصفا والمروة]

أولاً: مفهوم الصفا والمروة: لغة، واصطلاحاً:

الصفا لغة: جمع صفاة، وهو الحجر العريض الأملس، أو الحجارة العريضة الملساء، أو العريض من الحجارة الملس (١).

والصفا شرعاً: مكان مرتفع في أصل جبل أبي قبيس من شعائر اللَّه، يتم السعي منه إلى المروة (٢)، وهو في جهة البيت الجنوبية الشرقية (٣)، جعله اللَّه تعالى من أعلام دينه الظاهرة، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ} (٤). وقد تعبَّد اللَّه تعالى عباده بهذه الشعيرة، وأمر بتعظيمه؛ لأنه من شعائر اللَّه: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} (٥) (٦).


(١) لسان العرب، لابن منظور، ١٤/ ٤٦٤، ومعجم البلدان، لياقوت الحموي، ٣/ ٤١١.
(٢) انظر: القاموس الفقهي لغة واصطلاحاً، لسعدي أبو جيب، (ص ٢١٤)، ومعجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص ٢٤٥.
(٣) قال الحموي في معجم البلدان، ٣/ ٤١١: ((الصفا مكان مرتفع من جبل أبي قُبيس، بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود))، قلت: وهذا في عهد الحموي رحمه اللَّه، وأما الآن فلم يبق للوادي أثر، بل أرض مبلّطة من البيت إلى الصفا. وقال الحجاوي في الإقناع،٢/ ١٣: (( ... الصفا ... وهو طرف جبل أبي قبيس)).
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٥٨.
(٥) سورة الحج، الآية: ٣٢.
(٦) قال الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش في بحثه الموسوم بـ ((الصفا والمروة: تاريخها، ومقترحات لتوسعة عرض المسعى، (ص٥): (( ... الصفا ... جبل صغير يبدأ منه السعي، وهو في الجهة الجنوبية مائلاً إلى الشرق على بعد نحو ١٣٠ متر من الكعبة المشرفة، والمراد به هنا: مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد قريب من باب الصفا، وهو الآن شبيه بالمصلَّى طوله ستة أمتار، وعرضه ثلاثة، وارتفاعه نحو مترين)).

<<  <   >  >>