للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحقيقة معرفتها، وإخلاص توحيده)) (١).

وقال الإمام القرطبي رحمه اللَّه: (({ومن يعظم شعائر اللَّه}: الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمرٌ أشعر به وأعلم، ومنه شعار القوم في الحرب: أي علاماتهم التي يتعارفون بها، ومنه إشعار البدنة، وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم، فيكون علامة، فتسمَّى شعيرة، بمعنى المشعورة، فشعائر اللَّه: أعلام دينه، لاسيما ما يتعلق بالمناسك .. وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث: ((التقوى ها هنا)) (٢)، وأشار إلى صدره (٣).

وقال الإمام البغوي رحمه اللَّه: ((قال ابن عباس: شعائر اللَّه: البُدْن، والهدي، وأصلها من الإشعار، وهو إعلامها، ليُعلم أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: شعائر اللَّه: أعلام دينه، فإنها من تقوى القلوب: أي: إن تعظيمها من تقوى القلوب)) (٤).

وقال ابن كثير رحمه اللَّه: (({ومن يعظم شعائر اللَّه}: أي أوامره {فإنها

من تقوى القلوب}، ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال الحكم عن مقسم، عن ابن عباس: تعظيمها: استسمانها، واستحسانها)) (٥).


(١) جامع البيان، ١٨/ ٦٢١.
(٢) مسلم، كتاب البر، باب تحريم ظلم المسلم، برقم ٣٢ - (٢٥٦٤).
(٣) الجامع لأحكام القرآن، ١١/ ٦١ - ٦٢.
(٤) تفسير البغوي، ٣/ ٢٨٦.
(٥) تفسير القرآن العظيم، ١٠/ ٥٣.

<<  <   >  >>