للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: إني لأعلم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبِّي: ((لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك)) (١).

وجاء لفظ حديث عائشة رضي اللَّه عنها عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لبَّيك اللَّهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك)) (٢).

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ويلكم: قد قد (٣)))،فيقولون: إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك. يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت (٤).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لبَّيْك إلهَ الحقّ) ولفظ ابن ماجه: أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال في تلبيته: ((لبَّيْك إله الحق لبيك)) (٥)،وقد اشتملت تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - على إثبات التوحيد، والبراءة من الشرك.

فمن حج أو اعتمر فقد شرعت له هذه التلبية، وهذا من أعظم تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك، وهذا كله من أعظم المنافع. وقوله - صلى الله عليه وسلم -:

((لبَّيك اللَّهمّ لبَّيك)) من التلبية، وهي إجابة المنادي: أي إجابتي لك


(١) البخاري، كتاب الحج، باب التلبية، برقم ١٥٥٠.
(٢) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب كيفية التلبية، برقم ٢٧٥٠، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٢٧٤.
(٣) قد قد: أي: اقتصروا على هذا الكلام الذي هو توحيد، ولا تضيفوا إليه الشرك.
(٤) مسلم، كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، برقم ١١٨٥.
(٥) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب كيفية التلبية، برقم ٢٧٥١،وابن ماجه، كتاب المناسك، باب التلبية، برقم ٢٩٢٠، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٢٧٤، وفي صحيح ابن ماجه، ٣/ ١٦.

<<  <   >  >>