للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تولّى الحكم فهجره أبو الحسن على عادته، وقطع مكاتبته، وكان يدخل إلى بغداد فلا يمكنه الدّخول عليه، فإذا سئل عنه يقول: كان معاشرى على الفقر والفاقة، وبلغنى الآن أنه ينفق على مائدته فى كلّ يوم دينارين، وما علمته ورث ميراثا، ولا اتّجر فربح، وما أعرف لهذه النّفقة وجها.

قال الصّيمرىّ: قال لنا الشيخ أبو القاسم علىّ بن محمد الواسطىّ:

فلعهدى به قد دخل آخر دخلة دخلها بغداد، وحضر المجالس، وكلّم ابن أبى هريرة، وكان ينقل ما يجرى بينهما إلى أبى الحسن الكرخىّ، فكأنّه لان قلبه لأبى القاسم التّنوخىّ، فخوطب فى (١) أن يدخل عليه، فسكت.

قال: فرأيت أبا القاسم التّنوخىّ وقد دخل مجلسه، وانكبّ فباس (٢) رأسه، وقعد بين يديه، فتبسّم فى وجهه، وما كلّمه بحرف، وودّعه أبو القاسم وخرج.

***


(١) فى الأصل: «على».
(٢) فى م: «فنكس».
والبوس: التقبيل. فارسى معرب. وقد باسه يبوسه.
تاج العروس (الكويت) ١٥/ ٤٧١.