حفظ «الهداية» فى صغره، وعرضه على جماعة؛ منهم العلّامة أبو حفص عمر بن الوردىّ، فكتب له إجازة لطيفة، وهى:«أما بعد حمد الله على حسن البداية، والصلاة على نبيّه محمد الموصوف فى الكتب بما فيه الكفاية، وعلى آله وأصحابه سفن النّجاة ونجوم الهداية؛ فقد عرض علىّ الفاضل اللّبيب شمس الدين محمد بن الحسن الحنفىّ، من كتاب «الهداية» مواضع متوافرة، أوائله وأواسطه وأواخره، فجرى فيه بلسان رطب فصيح، جرىمن جمع يعنى طرفيه بالياء والنون، وهذا جمع السّلامة، وبالفاء والواو، وهذا جمع الصحيح، فهو نجيب من نجيب، لا بل عجيب من عجيب، لا بل علم من علم، ومن يشابه أباه فما ظلم، فالله تعالى يرزقه العلم والعمل بما فى الكتاب، وغير بدع لمحمد بن الحسن أن يعدّ من أعيان الأصحاب.
حرّر ذلك فى منتصف شعبان، سنة أربع وأربعين وسبعمائة».