للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فوصل البخارىّ إليهم، فحبسوه، وقالوا: جئتنا فى رسائل الإسماعيليّة.

وبقى فى حبسهم سنين، حتى أطلق بسبب ظريف؛ وذلك أن الخان كتب إلى السلطان ألب أرسلان يعنّفه على نهب العساكر ببلاد خراسان، وعبثهم بها، فأجابه بالاعتذار والتّبرّى من هذه الأفعال، وأنه ودّ أنه (١) لو مات ولم يكن ذاك (٢)، وعادة العساكر إذا طرقوا البلاد أن يفعلوا الأفاعيل، حتى تستقيم الأمور، ولكن ما عذركم فى رجل فقيه أتاكم من بلاد بعيدة، برسالة رجل منكم، قال لكم: إنّى حصّلت الأموال، وأريد أن أصرفها فى الطّاعات، وأن أعمّر جوامعكم ومدارسكم، وأصدّق على فقراء عرفتهم عندكم، فأخذتم المال، وحبستموه.

فلمّا وقف الخان على كتابه، وكان أبوه الذى حبسه، أطلقه، وأحسن إليه، وأذن له فى الخروج عن بلاده.

ومضى أبو جعفر البخارىّ إلى مصر، فأقام بها سنين كثيرة، ورجع إلى العراق بكتب نفيسة حسنة، ومن جملتها كتاب «الأنساب» للبلاذرىّ، فى عشرين مجلّدا، ما كان بالعراق منه نسخة، وغير ذلك من الأوانى البلّور الفاخرة.

وقصد نظام الملك فأكرمه، وأجرى عليه وعلى ابنه أبى اليمن مسعود جراية (٣)، سنيّة ووردا بغداد فأقاما بها.


(١) سقط من: م.
(٢) فى م: «ذلك».
(٣) فى م: «جزاية».