للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أفرط، ومبغض أفرط، وقد جاء فى الحديث:: «أنّه يهلك فيه رجلان؛ محبّ مطر (١) ومبغض مفتر (٢)».

قال: وهذه صفة أهل النّباهة، ومن بلغ فى الفضل والدّين الغاية.

قال ابن عبد البرّ (٣): قال أبو داود السّجستانىّ: إن أبا حنيفة كان إماما، وإن مالكا كان إماما، وإن الشافعىّ كان إماما، وكلام الأئمّة بعضهم فى بعض يجب ألّا يلتفت إليه، ولا يعرّج عليه (٤)، فى من صحّت إمامته وعظمت فى العلم غايته.

ولقد أكثر ابن عبد البرّ فى تصانيفه، ولا سيّما فى هذا الكتاب (٥)، النّقل عن (٦) الأئمة بثنائهم على الإمام أبى حنيفة. وكذا غيره من الأئمة


(١) فى الأصل، ا، ك: «مضطر» وتحتها فى ك: «لعله: مطر». والمثبت فى: م.
وجامع بيان العلم وفضله. وانظر الطبقات السنية ١/ ١١٣.
(٢) فى الأصول: «مكثر»، والمثبت فى جامع بيان العلم وفضله. وانظر الطبقات السنية ١/ ١١٣.
(٣) ما نقله ابن عبد البر عن أبى داود وسليمان بن الأشعث السجستانى، جاء فى جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٢٠٠ بهذا اللفظ: «رحم الله مالكا كان إماما، رحم الله الشافعى كان إماما، رحم الله أبا حنيفة كان إماما». أما قوله: «وكلام الأئمة بعضهم فى بعض … » إلخ، فقد جاء فى جامع بيان العلم وفضله فى موضع آخر ٢/ ١٨٦ بهذا اللفظ: «قال أبو عمر: هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس، وضلت به نابتة جاهلة لا تدرى ما عليها فى ذلك. والصحيح فى هذا الباب أن من صحت عدالته، وثبتت فى العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم، لم يلتفت فيه إلى قول أحد؛ إلا أن يأتى فى جرحته ببينة عادلة … ».
(٤) فى هامش الأصل زيادة «لا سيما».
(٥) أى الانتقاء. انظر الصفحات ١٢٤ - ١٣٧.
(٦) فى م بعد هذا زيادة: «هذه».