للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان أصحاب الشّافعىّ وأصحاب أبى حنيفة يرتّبون بإزاء الخلاف منهم حاذقا من مخالفيهم، ويجعلونه قرنه فى النّظر، وكان بإزاء القدورىّ أبو الحسن (١) أحمد بن محمد المحاملىّ وكانا جميعا (٢) بغداديّين، ذوى نعمة وأصحاب، ولكلّ واحد متعصّبون، فإذا حضرا فى عزاء أو جمع حضر الناس لاستماع كلامهما، وكانا يتكلّمان فى المسألة عدّة نوب، لا يملّ المستمعون لهما.

وكان قرن أبى الحارث السّرخسىّ أبو تمّام محمد بن الحسن القزوينىّ، الذى صار مدرّس أصحاب الشافعىّ بطبرستان.

وكان أبو سعد المتولّى (٣) من الشّافعيّة، وهو الذى جلس بعد الشيخ أبى إسحاق الشّيرازىّ، فى موضعه، يثنى عليه كثيرا، حتى إنه لما أنكروا عليه جلوسه فى موضع أبى إسحاق، وكان رتّبه فى موضعه مؤيّد الملك أبو بكر عبد الله بن نظام الملك، قال أبو سعد (٤): اعلموا أنّى لم أفرح فى عمرى إلّا بشيئين:

أحدهما؛ أننى جئت من وراء النّهر ودخلت سرخس، وعلىّ أثواب


(١) فى م: «أبو الحسين»، والمثبت فى: الأصل، ا، وفى ترجمته فى طبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٤٨ - ٥٦.
(٢) سقط من: م.
(٣) فى م: «التونى» خطأ.
وهو عبد الرحمن بن مأمون بن على الشافعى، المتوفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٠٦ - ١٠٨، وخبر توليه بعد الشيخ أبى إسحاق الشيرازى فى الترجمة.
(٤) فى الأصل: «أبو إسحاق» خطأ.