للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استخلفه أبوه على القضاء، فكان يقضى معه، وهو خليفة أبيه، فلما مات أبو يوسف أقرّ هارون ابنه يوسف على القضاء إلى أن مات يوسف.

قال الحسن بن حمّاد الحضرمىّ سجّادة: سمعت يوسف ابن أبى يوسف يقول: ولّيت القضاء، وولّى أبى من قبلى، فكان (١) ولايتنا ثلاثين سنة ما بلينا (٢) أن نقضى بين (٣) جدّ وأخ.

قال الطّحاوىّ: حدّثنى ابن عمران، حدّثنى الحسين بن عبدويه الورّاق قال: لمّا أخرجت جنازة أبى يوسف، كان فيمن شهدها أبو يعقوب الخريمىّ (٤) قال: فجعل الناس يقولون: مات الفقه مات الفقه.

فأنشأ أبو يعقوب، يقول (٥):

يا ناعى الفقه إلى أهله … أن مات يعقوب وما تدرى (٦)

لم يمت الفقه ولكنّه … حوّل من صدر إلى صدر

ألقاه يعقوب إلى يوسف … فزال من ظهر إلى ظهر (٧)

فهو مقيم فإذا ما ثوى (٨) … حلّ وحلّ الفقه فى قبر


(١) فى م: «وكان».
(٢) كذا فى: م، وكذا فى: الأصل، ا، دون نقط إلا على النون، ولم يتجه إلى المعنى.
(٣) فى ا: «ما بين».
(٤) فى الأصل، ا: «الحريمى»، وفى م: «الحزيمى»، والصواب فى: تاريخ بغداد.
وهو أبو يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهى الخريمى، الشاعر، من شعراء الدولة العباسية، انظر: الأنساب ٥/ ١٠٩، واللباب ١/ ٣٥٩.
(٥) الأبيات فى: أخبار القضاة، لوكيع ٣/ ٢٥٧، تاريخ بغداد، الطبقات السنية.
(٦) فى تاريخ بغداد: «وما يدرى»، وفى الطبقات السنية: «ولا تدرى».
(٧) عجز البيت فى تاريخ بغداد: «وآل من طيب إلى طهر»، وفى كتاب وكيع: «فزال من طيب إلى طهر».
(٨) فى كتاب وكيع: «فإذا ما نوى».