للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكنت ربّما قدمت إليه بشئ (١)، فيسألنى عنه، ولا يرضاه ولا يذوقه، وربما رضيه فأكله.

* فسألنى (٢) عن الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر، إلى أن اتّفقنا على أنه فريضة من الله تعالى، فقال لى: مدّ يدك حتى أبايعك، فأظلمت الدنيا بينى وبينه.

قلت (٣): ولم؟

قال: دعانى إلى حقّ من حقوق الله، فامتنعت عليه، وقلت له: إن قام به رجل واحد قتل ولم يصلح للناس أمر، ولكن إن وجد عليه أعوانا صالحين، ورجلا يرأس عليهم، مأمونا على دين الله.

قال: وكان يقتضى (٤) ذلك كلّما قدم علىّ تقاضى الغريم الملحّ، كلما (٥) قدم علىّ تقاضانى، فأقول له: هذا أمر لا يصلح بواحد (٦)، ما أطاقته الأنبياء حتى عقدت عليه من السماء، وهذه فريضة ليست كالفرائض، يقوم له الرجل وحده، وهذا متى أمر به الرجل وحده أشاط (٧) بدمه، وعرّض نفسه للقتل، فأخاف أن يعين على قتل نفسه، ولكن ينتظر، فقد قالت الملائكة: أَتَجْعَلُ فِيها (٨) الآية.

ثم خرج إلى مرو، حتى كان أبو مسلم، فكلّمه (٩) بكلام غليظ،


(١) فى ا: «شيئا»، وفى ك: «الشئ»، والمثبت فى: الأصل، م.
(٢) فى م: «فيسألنى».
(٣) فى ا، ك: «قيل»، وفى م: «فقلت»، والمثبت فى الأصل.
(٤) فى م «يقاضى».
(٥) فى م: «وكلما».
(٦) فى م: «لواحد».
(٧) أشاط بدمه: أذهبه.
(٨) الآية ٣٠ من سورة البقرة، وجاء فى م بعد هذا منها: مَنْ يُفْسِدُ فِيها.
(٩) فى ا: «وكلمه».