للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العديم: حكى والدى أنّها كانت تنقل المذهب نقلا جيّدا، وكان زوجها الكاسانىّ ربّما يهم فى الفتيا، فتردّه إلى الصّواب، وتعرّفه وجه الخطأ، فيرجع إلى قولها.

قال: وكانت تفتى وكان زوجها يحترمها، ويكرمها، وكانت الفتوى أوّلا يخرج عليها خطّها وخطّ أبيها السّمرقندىّ، فلمّا تزوّجت بالكاسانىّ، صاحب «البدائع» كانت الفتوى تخرج بخطّ الثلاثة.

قال داود بن علىّ، أحد فقهاء الحلاويّة بحلب: هى التى سنّت الفطر فى رمضان للفقهاء بالحلاويّة، كان فى يديها سواران، فأخرجتهما، وباعتهما، وعملت بالثّمن الفطور كلّ ليلة، واستمرّ على ذلك إلى اليوم.

قال ابن العديم: أخبرنى الفقيه (١) أحمد بن يوسف بن محمد الأنصارىّ الحنفىّ، قال: كان الكاسانىّ عزم على العود من حلب إلى بلاده، فإنّ زوجته حثّته على ذلك، فلمّا علم الملك العادل نور الدين محمود، استدعاه، وسأله أن يقيم بحلب، فعرّفه سبب السّفر، وأنّه لا يقدر أن يخالف زوجته ابنة شيخه، فاجتمع رأى الملك وزوجها الكاسانىّ على إرسال خادم، بحيث لا تحتجب منه، ويخاطبها عن الملك (٢) فى ذلك (٢)، فلمّا وصل الخادم إلى بابها استأذن عليها، فلم (٣) تأذن له، واحتجبت منه، وأرسلت إلى زوجها تقول له: بعد عهدك بالفقه إلى هذا الحدّ، أما تعلم أنّه لا يحلّ أن ينظر إلىّ هذا الخادم، وأىّ فرق بينه وبين غيره من الرجال فى جواز النّظر!


(١) سقط من: ا.
(٢ - ٢) سقط من: الأصل.
(٣) فى ا: «فلما».