وبهذا يتضح أن المحيط البرهانى لابن مازة، ويقال له: الكبير، وأن المحيط الصغير للسرخسى. والسرخسى هذا هو رضى الدين وبرهان الإسلام محمد بن محمد بن محمد، ترجمه المصنف برقم ١٥٣٠، وقال إن له أربع مصنفات: «المحيط الكبير» و «المحيط الثانى» و «المحيط الثالث» و «المحيط الرابع»، وإنه رأى الثلاثة بالقاهرة،- ولعله يعنى الثلاثة الأخيرة- وتملك منها اثنتين؛ الصغير والأوسط. ثم أعاد المصنف القول فيه عند ترجمة «البرهان» من الألقاب، فقال: «وبرهان صاحب المحيط. كذا قاله فى القنية: برهان صاحب المحيط. وعلم له (بم)، وصاحب المحيط لقبه رضى الدين، فلعل له كنيتين. ورأيت على بعض نسخ المحيط: برهان الدين. بخط بعض الفضلاء: وهو صاحب الذخيرة. وأصحابنا يقولون: الذخيرة البرهانية». وأغلب الظن أن الأمر اختلط على المصنف، فظن أن المحيط الكبير لرضى الدين، وهو- كما أخبر- لم يره. وإنما رأى له ثلاثة ذكر أنه تملك الصغير والأوسط منها، ثم رأى صاحب القنية يعلم لصاحب المحيط بعلامة (بم) وهى اختصار «برهان» و «محيط»، وذلك يصدق على برهان الدين ابن مازة وكتابه المحيط الكبير، وأما رضى الدين السرخسى فتكون علامته مع المحيط «رم» وهذا ما جعل عبد القادر يخطئ فيقول: «فلعل له كنيتين»، وهو يريد: «فلعل له لقبين». وهذا الخطأ هو الذى جعله يذكر فى ترجمته لرضى الدين محمد بن محمد بن محمد السرخسى أنه «رضى الدين وبرهان الإسلام» ثم أعاد ذكره فى الألقاب عند ترجمة «برهان الإسلام».