للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولذلك قيل له: النّردشير. نسبوه إلى واضعه المذكور، وجعله مثلا للدّنيا وأهلها، فرتّب الرّقعة اثنى عشر بيتا على عدد شهور السّنة، (١) والقطع ثلاثون (١) قطعة بعدد أيّام كلّ شهر، وجعل الفصوص مثل القدر وتقلّبه (٢) بأهل الدّنيا (٣)، (٤) وبالجملة فالكلام (٤) فى مثل هذا يطول.

قال: ويقال إن صصّه (٥) لمّا وضع الشّطرنج، وعرضه على الملك [شهرام] (٦) المذكور أعجبه (٧)، وفرح به كثيرا، وقال له:

اقترح ما شئت (٨).

فقال له: اقترحت أن تضع حبّة قمح فى البيت الأوّل، ولا تزال تضعّفها حتى تنتهى إلى آخرها، فمهما بلغ فتعطينى (٩).

فاستصغر الملك ذلك، وأنكر عليه، وقد كان أضمر له شيئا كثيرا، فتقدّم له بمطلوبه، وطلب الدّواوين، وذكر لهم ذلك، فقالوا: ما فى شون الملك مايقارب هذا.

فاستنكره الملك.

فقال (١٠) له الدّواوين (١١): لو جمع كلّ قمح فى الدّنيا ما بلغ هذا القدر.


(١ - ١) فى وفيات الأعيان: «وجعل القطع ثلاثين».
(٢) فى م: «وتقلده»، والصواب فى: الأصل، ا، والوفيات.
(٣) فى الأصل: «الدين» خطأ.
(٤ - ٤) فى م: «والكلام».
(٥) فى الأصل، م: «صعصعة».
(٦) تكملة من وفيات الأعيان.
(٧) فى م: «فأعجبه».
(٨) فى الوفيات: «تشتهى».
(٩) فى الوفيات: «تعطينى».
(١٠) فى م: «فقالوا».
(١١) يعنى أرباب الدواوين. وقد تصرف المصنف فى ما ذكره ابن خلكان. انظر: وفيات الأعيان ٤/ ٣٥٨.