للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحابى بكتاب لأبى جعفر الطّحاوىّ؛ فكم من حديث ضعيف فيه صحّحه، لأجل رأيه، وكم من حديث فيه صحيح ضعّفه، لأجل رأيه.

ثم ردّ على البيهقى، وبيّن منهجه فى الردّ عليه، والسبب الدّاعى إلى تأليفه «الحاوى»، والوسائل التى أتيحت له لإنجاز عمله، فقال: «هكذا قال، وحاشا لله أن الطّحاوىّ، رحمه الله تعالى، يقع فى هذا.

فهذا الكتاب الذى أشار إليه هو الكتاب المعروف بمعانى الآثار، وقد تكلّمت على أسانيده، وعزوت أحاديثه وإسناده إلى الكتب الستة، والمصنّف لابن أبى شيبة، وكتب الحفّاظ، ووصلت فيه إلى الربع، وسمّيته: الحاوى فى بيان آثار الطحاوى. فأسأل الله إتمامه فى خير وعافية.

وكان ذلك بإشارة شيخنا العلّامة الحجّة قاضى القضاة، علاء الدين الماردينىّ، والد شيخنا قاضى القضاة جمال الدين، لمّا سأله بعض الأمراء عن ذلك، وقال له: عندنا كتاب الطّحاوىّ، فإذا ذكرنا لخصمنا الحديث منه، يقولون: ما نسمع إلّا من البخارىّ ومسلم. فى كلام نحو هذا.

فقال له قاضى القضاة علاء الدين: والأحاديث التى فى الطّحاوىّ أكثرها فى البخارىّ ومسلم، والسنن، وغير ذلك من كتب الحفّاظ. فى كلام نحو هذا.

فقال له الأمير: أسألك أن تخرّجه وتعزو أحاديثه إلى هذه الكتب.

فقال له القاضى: ما أتفرّغ لذلك، ولكن عندى شخص من أصحابى يفعل ذلك.

وتكلّم معه، رحمه الله، فى الإحسان إلىّ، وعظّمنى عنده، وجعلنى أمّة فى هذا العمل.

فحملنى إلى الأمير، وأحسن إلىّ، وأمدّنى بكتب كثيرة؛ كالأطراف

<<  <  ج: ص:  >  >>