للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وما رأت عيناى إنسانا جمع حسن الصّورة، مع لطف الأخلاق، وكمال التّواضع، وغزارة الفضل، ومتانة (١) الدّين، والورع، والنّزاهة، وحسن الخطّ، وسرعة القلم، والقدرة على الإنشاء نظما ونثرا، وفصاحة اللّسان، وعذوبة الألفاظ، والصّدق، والنّبل، والثّقة، غيره.

ولقد كان من أفراد الدّهر، ونوادر العصر، كامل الصّفات، بعيد المثل، قلّ أن تلد النّساء مثله.

ولقد تأدّبنا بأخلاقه، واقتدينا بأفعاله، وتعلّمنا من فوائده وفرائده، واقتبسنا من علومه، ما ينقش بالحناجر (٢) على الحناجر.

أنشدنى لنفسه (٣):

تحرّ فديتك صدق الحديث … ولا تحسب الكذب أمرا يسيرا (٤)

فمن آثر الصّدق فى قوله … سيلقى سرورا ويرقى سريرا

ومن كان بالكذب مستهترا … سيدعو ثبورا ويصلى سعيرا (٥)

سألت أبا بكر الفرغانىّ عن مولده، فقال: أخبرنى والدى، أنه يوم الاثنين، الثانى من رجب، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، بمرغينان.

وبلغنا أنه قتل شهيدا ببخارى صابرا محتسبا، على يد


(١) فى م: «وصيانة».
(٢) سقط من: م.
(٣) الأبيات فى الطبقات السنية.
(٤) فى م: «تخير فدينك» تصحيف وتحريف.
(٥) فى م: «بالكذب مستهزأ».
والمستهتر بالشئ- بالفتح-: المولع به لا يبالى بما فعل فيه وشتم له.