للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: ما يحتاج إلى هذا، وما يتأخّر (١) كتابه بشكرى (١) على ولايته، وإن كان ما عرفه فسيعرفه.

فلمّا كان من الغد جاءه (٢) كتاب يعتذر بما كتب به، ويعتدّ له باستخلافه.

فقال ابن المشترى: رآه فى أوّل اجتماعهما نحيف الجسم، منقطع الكلام، فلمّا ازدراه كتب ذلك الكتاب، ثم اعترفه، فعرف هديه وعلمه، وما خفى عليه ذلك فى (٣) بكرة يوم وعشيّة.

وكان ذو السّعادات ينفق عليه الفضلاء، وبالفضل تقدّم عنده رئيس الرّؤساء أبو القاسم على بن الحسن ابن المسلمة، حتى سعى له فى وزارة الخليفة.

وسأل ذو السّعادات أبا بكر السّرخسىّ، فقال: ما تقول فى رجل شوّه باسم الله الأعظم، فكتب فى أوّل كتابه ما هذه صورته:

«ع» (٤).

فقال له فى الجواب: يكره للنّاس أن يكتبوا فى أوّل (٥) الرّقاع الاسم المحقّق؛ لأنّ الأيدى تتداوله، والناس يبتذلونه ويطرحونه، وكرهوا أن يخلو الموضع من شئ يكتب، ليعلم أنه أوّل الحساب.

فاستحسن ذلك الوزير.

قال الهمذانىّ: وحكى أبو عمر محمد بن أحمد النّهاوندىّ، أحد المعدّلين (٦)


(١ - ١) فى م «كتابه لدى يشكرنى».
(٢) فى م: «جاء».
(٣) فى م: «من».
(٤) كذا فى الأصل، وفى اأيضا مع رسم نقطتين على أول حرف، وفى م: «معه».
وفى الطبقات السنية: «مع».
(٥) سقط من: ا.
(٦) فى م: «العدلين» خطأ.
ويقال «المعدل» بالبناء للمجهول؛ لمن عدل وزكى وقبلت شهادته. اللباب ٣/ ١٥٧.