الحديد، ولقبه «الموفق» كان من المتكلمين الاشاعرة، ومن الكتاب المنشئين البلغاء. كذلك كان فقيها شاعرا اديبا محسنا، له مشاركة في اكثر العلوم السائدة في زمانه، وله شعر جيد. توفي ببغداد سنة ٦٥٦ هـ. «عبر الذهبي» ٥/٢٣٤، «شذرات» ٥/٢٨٠.
الورقة- ١١١ أ
١- ترجم ابن الشعار (مخ استانبول ٣ ورقة ٢٥٧) وابن الدبيثي (مخ كمبرج ورقة ٢٥٧) لابي نصر هذا، وسنختصر هاتين الترجمتين هنا لاهمية المخطوطتين. هو عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي بن سلمان بن محمد البزوري السلمي الحديثي، من حديثة النورة (وهي قلعة حصينة في وسط الفرات) . ولد ببغداد في ١٠ ربيع الاول سنة ٥٧٠ ونشأ بها. وهو من اولاد الشيوخ الرواة، كان كثير الطلب للحديث وسماعه.
سمع ببغداد من عبيد الله ابن شاتيل ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز وعبد الوهاب بن هبة الله ابن ابي حبة وفارس بن ابي القاسم الحفار ويحيى بن اسعد بن بوش وعبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وعبد الله بن محمد بن عبد السلام وابي الفرج ابن الجوزي وغيرهم. وبواسط من القاضي محمد بن احمد المندائي وغيره. وطاف البلدان وسمع بمصر والحجاز والشام وخراسان وهمذان واصبهان ونيسابور وهراة، واقام بمرو مدة ورحل الى ما وراء النهر، وسمع من جماعة في هذه الاسفار. وحدث في سفره وهو حسن الطريقة وله فهم ومعرفة بالحديث. وكان طالبا ثقة حافظا متقنا عارفا باللغة قيما بها. وقد تفقه على مذهب الامام الشافعي- رض- وله شعر جيد (نقل ابن الشعار عدة مقطوعات منه) ونثر حسن. وقد صحبه ياقوت الحموي في القراءة على جماعة وافرة من مشايخ خوارزم ومرو وقد ذكره ياقوت (ادباء ٥/١٧٦ و ٢٩٣ و ٦/١٣٥) في عدة مواضع وكان ينقل عنه ويقول «قال