وجدت عَلَى بَعْض حيطان المسجد الجامع بباصيدا (١) ، مَا صورته:
«حضر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد (٢) بن أبي عبد الله البوازيجي (أ) فِي ثالث ذي القعدة من سَنَة سِتّ وسبعين وخمسمائة، وتمثّل:(الخفيف) .
اغتنم ركعتين زلفى إلى اللّ ... هـ وإن كنت خاليا (ب) مستريحا
/ وإذا ما هممت بالنّطق بالبا ... طل فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت خير من القو ... ل وإن كنت ذا مقال فصيحا (ت)
بنى هذا المجسد المعمور سرفتكين بن عبد الله الزيني (ث) . فحدثني عمي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن الْمُبَارَك، قَالَ لمّا أَرَادَ سَرَفْتِكين أَن يبني هَذَا المسجد جاء نصارى (ج) باصيدا إليَّ، وكنت إذ ذاك أنوب عَنْ والدك لمّا حجّ إِلَى مكة المعظمة، وذلك في سنة اثنتين وستين وخمسمائة (ث) ، وبذلوا له خمسمائة دِينَار عَلَى ألا يبنيه فِي موضعه الآن، وأين أَرَادَ من القرية بناه. فَقَالَ: دعهم (ح) يحضرون المال، فلمّا أحضروه أَخَذَهُ وبناه عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ يقابل البيعة من شماليها، بينه وبينها مقدار يسير، تشرف (خ) منارته عَلَى البيعة جميعها، وَكَانَ النصارى أَرَادَوا ألا يكون ذَلِكَ.