سَنَة سِتّ عَشْرَة وَسِتِّمِائَةٍ. وَكَانَ أملى الْحَدِيث بحضرة أَبِي طَاهِر السِّلفي، فَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو الثناء حمّاد ابن هِبَة اللَّه الحَرَّاني، وَهُوَ من شيوخه، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن المفضّل (١٧) ، وَأَبُو مُحَمَّد عِيسَى/ اللخمي (١٨) ، وأبو محمد عَبْد السَّلَام بْن الطُّوير (١٩) ، والْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن بْن الجرَّاح (٢٠) ، وروى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن حامد بن ألّه (ش) الكاتب وغيرهم (ص) .
أنشدنا القاضي أبو القاسم المخزومي (ض) لفظا لنفسه في الشيب:
(الطويل)
مطايا الليّالي بالأنام تسيرُ ... وعارض شَيب العارضين نَذيرُ
وَقَد حدّدتْ خمسون عامًا قطعتُها ... بأنّ الَّذِي من بعدهنَّ يسيرُ
وأبدتْ لنا الدُّنْيَا خَفِيّات مَكرها ... وشيطانُ آمال البقاء غُرور
وما غاية () الأعمار إِلَّا ذهابها ... وآخرها بَعْد القصور حَفير
وما طيِب عيشٍ يرجع المرء بعده ... رَميمًا ومن بَعْد الرَّميم نُشور
فَلَا العيش يصفو في الزّمان فنجتني ... عجالة نفس للفناء تصير
وَلَا القلُب مُرتاضٌ عَلَى الزُّهد والتُّقى ... فيُطلَق من سجن الذنوب أَسيرُ
ولولا رجاء العفوِ من فضل قادرٍ ... لَمَا مرَّ بالمرء الْمُسيء سُرور
فبادرْ فإنَّ اللَّه للتَوْبِ قابلٌ ... شديدُ عقابٍ للذُّنوب غَفورُ» .
١٩٣- مُحَمَّد بْن عُمَر (أ) العثماني (٥٧٠- ٦١٨ هـ)
وَكَتَبَ لِي أَبُو مُحَمَّد بِخَطّه (ب) ، وَحَدَّثَنِي بِهِ: «أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد الغالب العثماني الْأُموي الدِّمَشْقِيّ (١) ، من أَهْل بيت لِهْيا (٢) قرية من قرى دِمَشْقَ، الشَّيْخ الصالح. اشتغل بهذا الشَّأْن وَلَهُ فِيهِ الرحلة إِلَى خُرَاسَانَ والعراق والحجاز والشام ومصر، وحصّل وَكَتَبَ، وَكَانَ جيد المعرفة. مَوْلده بعد السبعين والخمسمائة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute