للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُدَّةً طويلة، وبدأ فِي الْمُجَاهِدات، فَلَمَّا عرف فناء نفسه تركه وأعفاه. فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إنّما كنا نريد إخراجه عَنْ عالم العِزّ إِلَى عالم المَسْكَنة، لننسيَه رئاسة الدنيا، ونذيقه (ز) حلاوة أعمال الفقر، ففتح عَلَيْهِ أبناء الدُّنْيَا- بمعرفتهم السابقة لَهُ، ونزولهم لَهُ عَنْ دوابهم كلما (س) لقوه، وتقبيل يده- بابا أكبر مما أردنا صرفه عَنْهُ، فصار تركه أوفى فِي بَاب المزيد من فعله.

٢٦٤- أَبُو سَعْد الصُّوفِيّ (القرن السَّادِس- السَّابِع)

هُوَ أَبُو سَعْد لطف اللَّه بْن أَحْمَد (١) ، من أولاد سَعِيد (٢) بْن أَبِي الخير الميهني (أ) قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شجاع: «هُوَ شَيْخ صَالِح، عالم متصوّف، قدوة فِي التصوف. أَقَامَ بِالْمَوْصِلِ مُدَّةً طويلة، ومات بالمراغة وقبره بِهَا. وَرَدَ إِلَى محلتنا وَأَقَامَ بِهَا، وصحبناه ووصل إلينا من بركة أنفاسه» .

٢٦٥- عُمَر الدَرْزِيجاني (القرن السَّادِس)

هُوَ عُمَر بْن أَبِي بَكْر (١) ، من دَرْزِيجان (٢) /أَقَامَ بِإِرْبِلَ وَلَهُ ذكر، وبإربل مسجد يعرف بِهِ. تُوُفِّيَ بِإِرْبِلَ وقبره بِهَا. حنبلي المذهب مغال (أ) فِي السنة، من أَصْحَاب عَبْد الْقَادِرِ الجِيلي. صحب الشَّيْخ عليا بْن الهيتي، وَأَحْمَد بْن الرفاعي (٣) وعبد الرَّحْمَن الطَيْسَفونجي (٤) ومحمد البَقْلي (٥) وَغَيْرهم.

٢٦٦- طه بن بشير ( ... - بعد سنة ٥٧٧ هـ)

هو طه (أ) بْن بشير بْن مُحَمَّدِ بْنِ خليل الْإِرْبِلِيّ (١) ، إمام الحرم الشريف والحاكم بِهِ. جاور الحرم الطاهر مُدَّةً سِتّ عَشْرَة سَنَة، ودرّس بِهِ وأمّ بالموسم مُدَّةً سبع سِنِينَ. وَعَادَ إِلَى إربل في آخر عمره، وأقام بالقبّة (ب) التي بناها والدي أبو الفتح أحمد (ت) وانتقل إِلَى دار بناها عَلَى هيئة دور مكة (ث) .

<<  <  ج: ص:  >  >>