وكان المدرس بها إلكيا الهراسي (٢) . ذكر ذلك أبو بكر محمد بن الحسين (٣) الكريدي (ب) ، عَنِ الخضر بْن نَصْر بْن عقيل.
وأخبرني بعض ذوي قرابته، إنه كان محتسبا خطيبه بِإِرْبِلَ فِي أيام أَبِي الهيجاء بْن أَبِي علي، صاحب إربل (ت) .
٢٧٤- قضيب البان (٤٧١- ٥٧٣ هـ)
هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن الْحُسَيْن (١) ، لَا يعرف إِلَّا بقضيب البان، من أَهْل الْمَوْصِل وقبره ظاهرها معروف يزوره النَّاس (٢) . كَانَ من المعمّرين، لَهُ كرامات تحكى عَنْهُ مشهورة يتداولها النَّاس تنافي العقل/ والشرع.
حَدَّثَنِي الْفَقِير إِلَى اللَّه أَبُو سَعِيد كوكبوري بْن عَلِيّ بْن بُكْتُكِين، قَالَ:
دَخَلَ قضيب البان عَلَى والدي، وَهُوَ يقرأ فِي المصحف، فقيل لَهُ: «فِي أَيّ شَيْء يقرأ؟» ، قَالَ: «فِي سُورة الزُخْرُف» (أ) . قَالَ: كَانَ ثائر الرأس، عَلَيْهِ جبة صوف، وَقَد خاض فِي الوحل إِلَى ساقيه. قَالَ: وحُطَّت جنازته إِلَى الأرض للتبرك بِهِ غَيْر مَرَّة. قَالَ: وَكَانَ أحول مصفر اللون، فِي كلامه خنّة (ب) .
وحدثني عمي أبو الحسن علي بن المبارك، قَالَ: كَانَ قضيب البان لا يحترز من البول عَلَى ثيابه وساقيه. يخوض النجاسات من الحمأة وغيرها.
كَانَ يقرأ الْقُرْآن، وَإِذَا سئل عَنْ عُمَر خليفة من الخلفاء أو شَيْء من حاله، أَخْبَرَ بِهِ. يتألّفه المواصلة. وذكر عَنْهُ أحوالا أضربت عَنْ ذكرها.
قَالَ أَحْمَد بْن شجاع بْن مَنَعَةَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بن الحسين الكريدي (ت) يَقُول: «لما دخلتُ الْمَوْصِل أحببتُ أَن ألقاه- وَكَانَ يقال عَنْهُ إِنَّهُ لَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute