ومَنْ أَرَادَ جميل الذَّكْر أحرزه ... وما تقدَّم إِلَّا من لَهُ قدمُ
وأنتَ أشرفهم قدرًا وأحسنُهم ... ذِكرًا وأحلمُ مِنْهُم إِن هُمُ حَلَموا
ملكت رقّي بتشريفٍ بعثتَ بِهِ ... ليلا فأشرق وانْجابتْ بِهِ الظُّلَمُ
جلا العيون يُوافي غِلْسةً (ض) فَلَهُ ... بالشُّكر يُنْشرُ مَا بَيْن الورى عَلَمُ
لكنَّه بدم الأعداء مُنْغَمِسٌ ... وَلَا تحلُّ صلاةٌ والقميصُ دمُ
فإنْ جعلت تمامَ الحجّ لِي عوضًا ... عَنْهُ فأنت الصَّفا والرُّكنُ والحَرَمُ
لَا زلت تُولي المُنى راجيك مُبْتسمًا ... وأعظمُ الجّود أَن تُعطي وتبتسِمُ
٣٢٤- أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِيّ (٦٠٠- بَعْد سَنَة ٦٣٠ هـ)
هُوَ أَبُو مُحَمَّد مَنْصُور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ النَّابلسي (١) ، وَرَدَ إِرْبِلَ فِي شَعْبَانَ من سَنَة ثلاثين وَسِتِّمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي أَنّ مَوْلده بدمشق سنة ستمائة. شاب تاجر، قرأ على ابن عنين (أ) جملة من شعْره، وَهُوَ من أَصْحَاب الطباع، وعنده شَيْء من محفوظ أشعار.
أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ فِي رَمَضَان من سَنَة ثلاثين، يقَوْله لبيِّع (ب) من أولاد مهاجر (ت) باع عنده متاع التجارة: (الطويل)
جبلتم عَلَى الإحسان آل مهاجر ... وحزتم رقاب الفخر والحمد والمجد
وجودكم قَد سار شرقا ومغربا ... وطبّق عرض الأرض (ث) غورا إِلَى نجد
غدوتم لجيد الدهر عقدا منظما ... بيسر وعز الدِّين (٢) واسطة العقد
أيجمل أَن يحيا بجودكم الورى ... جميعا وأعرى مِنْهُ دونهم وحدي؟
وَكَانَ يَكْتُب خَطًّا حسنا. وَأَنْشَدَنَا جملة من أشعار أَبِي الْمَحَاسِن مُحَمَّد بْن نَصْر اللَّه ابْن/ عُنَيْن، سَمِعْتُ مِنْهَا عَلَى ابْن عُنَيْن بعضها.
حَدَّثَنِي، قَالَ: أَنْشَدَ الشَّيْخ أبو العباس أحمد بْن عَلِيّ بْن مَعْقِل المُهَلَّبي (٣)