قَوْله:«مخيفة» غلط، وينبغي أَن يقال:«خائفة» ، وربما عضده التأويل، فيكون من قَوْلهم:«مرض مخيف» ، أي يخيف من رآه، فكأنها لما بِهَا تخيف من يراها.
٢٢٣- يَاقُوتٌ الْحَمَوِيُّ (٥٧٤- ٦٢٦ هـ)
هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ياقوت بْن عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الْمَنْشَأ، الرومي الْأَصْل الحموي المولى (١) ويدعى مولاه عسكرا (٢) . وَرَدَ إِرْبِلَ فِي العشر الوسطى من شَهْر رَجَب من سَنَة سبع عَشْرَة وَسِتِّمِائَةٍ، وَكَانَ مقيما بخوارزم وفارقها للواقعة الَّتِي جرت فِيهَا بَيْن التتر وَالسُّلْطَان خُوارزم شاه (٣) ، وربما ذكرتها عقب ترجمته (أ) ، سافر البلاد، ودخل إلى مصر (ب) وتتبع كتب التواريخ، وصنف كتابا سمّاه «إرشاد الألباء إِلَى معرفة الأدباء»(٤) يدخل فِي أربعة جلود كبار. ذكر/ فِي أوله مما قرأه عليّ، قَوْله:
«وجمعت فِي هَذَا الْكِتَاب مَا وقع إليَّ من أخبار النحويين، واللغويين، والنسابين، والقراء المشهورين، والإخباريين، والمؤرخين، والورّاقين المعروفين، والكتّاب المشهورين، وأصحاب الرسائل المدونة، وأرباب الْخُطُوط المنسوبة المعينة، وكل من صنف فِي الأدب تصنيفا، أو جمع فِي فنه تأليفا، مَعَ إيثار الاختصار والإعجاز، في نهاية الايجاز (ت) . وَلَم آلُ جُهدًا فِي إثبات الوفيات وتبيين المواليد والأوقات، وذكر تصانيفهم ومستحسن أخبارهم، والأخبار بأنسابهم، وشيء من أشعارهم (ث) فِي تردادي إِلَى الْبِلاد، ومخالطتي للعباد. وحذفت الأسانيد إِلَّا مَا قل رجاله وقرب مناله، مع الاستطاعة لإثباتها