ان ترتيب التراجم في الكتاب لا يتبع نسقا معينا سواء كان هجائيا او زمنيا او طبقيا، مما يجعل الكتاب فاقد التنظيم فقدانا كليا، الامر الذي لا يتصور معه ان يكون هذا هو الترتيب الذي اراده المؤلف. والذي اميل اليه في تفسير ذلك، ان ابن المستوفي قد جمع المواد بالشكل الذي تيسر له. فتراكمت لديه المسودات غير منسقة، وانه لم يتمكن لسبب او آخر من ترتيبها، فظن الناسخ الذي كتب المخطوطة بان هذا هو الترتيب الذي هدف اليه المؤلف فأثبته على ما وجده وفقا لما تقتضيه الامانة العلمية. اما الترتيب نفسه فقد تناولته بالتفصيل في دراستي للكتاب (انظر اطروحتي) .
ومما لا حظته في تراجم الكتاب، انها ليست كلها على نسق واحد من حيث بداياتها ونهاياتها، فالتراجم الواردة في الورقات ١٤٤- ١٤٥ مثلا لم تكتب بالشكل المعتاد الذي اتبعه المؤلف في بقية الكتاب، وانما هي صورة مذكرات كتبها له عبد الرحمن بن عمر الحراني عن بعض الاشخاص الذين يهم ابن المستوفي امرهم. الا ان المؤلف لم يتسع وقته ليضع المادة التي حوتها تلك المذكرات في مكانها الملائم. من ذلك مثلا ان المذكرة حوت معلومات تتعلق بعبد العزيز بن عثمان الاربلي (مخ ورقة ١٤٤ ب) الذي سبق وترجم له المؤلف في موضع آخر (مخ ورقة ٤٨ ب) ، وكان من واجب المؤلف ان يضم تلك المعلومات الى الترجمة الاصلية لو كان ما بين ايدينا نص نهائي للكتاب، الا انه لم يفعل.
وعلاوة على ذلك فقد حوت المخطوطة تراجم مكررة لبعض الاشخاص، اذ ترجم مرتين لكل من محمد بن سعيد الاربلي واحمد بن محمد الحديثي الاربلي واسحاق بن محمد المصري الهمذاني (مخ ٢٨ أو