٥٨٥ وتوفي بدمشق في نهاية جمادى الاولى سنة ٦٦٣ هـ، وقد صلى عليه اماما المؤرخ ابو شامة. نشأ بدمشق وسمع بها من القاسم ابن عساكر ومحمد بن الخصيب وحنبل الرصافي وابن طبرزذ، وببغداد من ابن الاخضر والحسين بن شنيف وعبد العزيز ابن منينا وطبقتهم. كتب ورحل وحصل اصولا نفيسة. ونظر في اللغة وكان ذا اتقان وفهم ومعرفة، ثبتا ذا نوادر ومزاح. وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب. واسماء الرجال وكناهم. ولي مشيخة الحديث بعدة اماكن، وحدث عنه كثيرون منهم اخوه الخطيب شرف الدين والشيخ محيي الدين النووي وتقي الدين القشيري وابو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي وغيرهم. اثنى عليه اهل الحديث. سماه الذهبي (تذكرة ٤/١٤٤٧ والعبر ٥/٢٧٣)«الامام المفيد المحدث الحافظ» .
وكان يعد من اللغويين. «ذيل الروضتين ص ٢٣٣، «ذيل اليونيني» ٢/٣٢٦، «فوات الكتبي» ١/٢٩٧، «علماء بغداد» للفاسي ص ٥٠، «تاريخ ابن كثير» ١٣/٢٤٦ «طبقات الاسنوي» ٢/٥٠٥، «معجم ابن الفوطي» ٣/٤١٥، دارس النعيمي» ١/٢٥، «طبقات السبكي» ٨/١٣٨ و ١٤١ و ١٧٧، «شذرات» ٥/٣١٣.
٢- ليس من السهولة معرفة الجامع المقصود، فهناك عدة جوامع يصح ان تكون هي المقصودة، منها «جامع المنصور وجامع المهدي» بالرصافة. «بلدان ياقوت» ١/٦٨٣ و ٢/٨٧٣، و «جامع القصر»(تكملة ابن الصابوني ص ٥، «معجم ابن الفوطي» ١/٣٨٤) .
وجامع الرصافة الذي يسمى جامع المهدي ايضا ورد ذكره في ترجمة حنبل ابن عبد الله اذ كان يكبر فيه (انظر ترجمته ورقة ٧١ أ) . ونقل لوسترانج (ص ٣٢٠) عن الاصطخري قوله انه كان في بغداد- على عهده- ثلاثة جوامع للجمعة وهي التي اسلفنا ذكرها. وذكر (ص ٢٤٣ و ٢٥٢) ان جامع القصر قد بني عقب اعادة العاصمة من سامراء الى بغداد، وقد اكمل