ورد إربل وامتدح بها. أنشدني لنفسه: (الوافر) .
ألمّ خيال ناعمة طروقا ... نوافى شائقا وغدًا مشوقا
أتانا والدُّجى كالبحر يطفو ... عَلَيْهِ النجم تحسبه غريقا
فخلنا الشمس طالعة بليل ... وألفينا بِهِ المسك العبوقا
فأنّى جئت يا طيف الموامي (أ) ... وخضت السّبسب (ب) الفج العميقا
ودون مناخنا شم الرواسي ... تواصل دونك البر السحيقا
وأنّى زرت من أوسعت بعدا ... وَكَانَ بجنبك الجار اللصيقا
لَقَد أشمت- يا ناعم (ت) - بي الأعادي ... وأودعت الجوى قلبي الخفوقا
وحملت الفؤاد ثقيل عبء ... أرى ثهلان لَيْسَ لَهُ مطيقا
وهل تجدي أخا البرحاء (ث) سلوى ... إِذَا لَم يلف فِي الدُّنْيَا شفيقا؟
ومن يشرب بكأس الحب يصبح ... لكأس نجيع مهجته مريقا
وليس لذات مخضوب ذمام ... ولاتلقى (ج) أخا أرب وموقا (ج)
فَلَا ترج المودة من عدو ... وَلَا تأمن على سرّ صديقا
فقد تصبو (خ) النفوس إِلَى هواها ... ويعدو الذئب إِن ألفى طريقا
فَلَا تنبذ أخاك عَلَى خطاء ... وَقَد جربته ثقة صدوقا
فقد ينبو المهند وَهُوَ غضب ... ويكبو الطّرف (د) وَهُوَ يرى سبوقا
وَلَا يغررك تمليق الأعادي ... فإن مقاتل السم الرحيقا
وَلَا تأمن صغيرهم احتقارا ... قربّ ذبابة قتلت فنيقا (ذ)
ومت حرا وَلَا تختر حياة ... تعيد الحر من ذل رقيقا (ر)
/ وإن ألقى الزمان عليك بركا ... فأُم بوجهك الوجه الطّليقا
جلال الدين (ز) مبتني الْمَعَالِي ... ومن أضحى الثَّنَاء بِهِ خليقا
تجده للعفاة حيا ومعيا ... وللأعداء مرداة سحوقا
لَقَد لَم الشتات من الْمَعَالِي ... وشيد فِي العلا ركنا وثيقا
فتى أمواله فِي النَّاس أمست ... لوافر عرضه سترًا صفيقا