للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبى دعوتهم. وَحَدَّثَنِي أنّ الفرنج نزلوها فِي شَوَّال من سَنَة سِتّ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وملكهم البرشنوني (٤) . وَكَانَ ابْن هود (٥) لمّا استولى عَلَى الأندلس خاف صاحبُ مَيُوْرقة، وَهُوَ أَبُو يَحْيَى (٦) عَلى مَيُوْرقة من أجنادها- وَكَانُوا من الأندلس- فقتل مِنْهُم خلقا، وهرب من هرب إِلَى الجبال والحصون، وخلت المدينة من كَثِير من أهلها، فنزل عليها البر شنوني وحاصرها فِي شَوَّال سَنَة سِتّ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وتسلّمها فِي أول يَوْم من شَهْر يَنَّير (٧) من سَنَة سبع وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ.

أَنْشَدَنَا لِنَفْسِهِ فِي أواخر ذي القعدة من سَنَة سبع وعشرين وستمائة:

(الكامل)

يَا ماجدًا يُجْلي بغُرَّة وجههِ ... سُدَفَ الخُطُوب عَلَى الْقُلُوب فتَنْجلي

ومُعودًا قَبْض اليمين وبَسْطها ... إسداءَ عارفةٍ وجَلْوة مُشْكلِ

وابنَ الأكابر كابرًا عن كابر ... لم يخط (أ) آخرهُمْ طريقَ الْأَوَّل

يَا أيّها الْحَبْرُ السَّنِيُّ المُرتضى ... من مَحْتد الشَّرف الفصيحِ الأطولِ

قَوْله: «الفصيح» من المعاظلة (ب) مَعَ مَا قبله وما بعده.

كَانَت لعبدك فِي لقائك بُشْرةٌ ... يرجو إدامَتها مَعَ المستقبلِ

وعليك بَعْد اللَّه مُعْتَمدي بِهَا ... ونَداك يمحو كلَّ خَطْبٍ مُعضِلِ

وَإِذَا تُوُسِّم للعظيم بفضلهِ ... نجحتْ لديه مَطالبُ المُتَوسِّلِ

وَأَنْشَدَنَا، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْإِمَام المحققّ، بقيّة السّلف فخر الدِّين أَبُو الحسن علي (٨) أبن أحمد/ الحرّالي (ت) التُجيبي الأندلسي، ثُمَّ المراكشي، لِنَفْسِهِ بمحروسة الْقَاهِرَة في جارية له سوداء اسمها «رشيقة» : (الكامل)

وهويتُ نَجلاء العيون غَريرةً ... لَا تَنْثَني نحو الوِصال تَوَحُّشا

مِثَل الغزالة نالها صيّادُها ... فلها نَفارُ جهالةٍ عمّا يَشا

<<  <  ج: ص:  >  >>