للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أَن عمره يومئذ خَمْس وخمسون سَنَة، وأنه أدرك الحُلُم فِي سَنَة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ. تأدّب بأَرْدِسْتان (٣) عَلَى شهاب الدِّين أَحْمَد الأَرْدِسْتاني (٤) ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتب الأدب، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه أَيْضًا، مِنْهَا كِتَاب «الوجيز» للغزالي (٥) .

قَالَ محمد بن الحافظ بدل بن أبي المعمر: أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ فِي التاريخ، فِي يوم الأربعاء سلخه (ب) : (البسيط) .

إلامَ يسكُن فِي الوادي ويرعاهُ ... ريمُ الفَلا وسوادُ القلب مَرعاهُ

فليسكُننَّ ضلوعي فهيَ مرتعُهُ ... وليشربنّ (ت) دموعي فهيَ سُقياهُ

فِي لَحظهِ نافثاتُ السِّحر في عقد (ى) ... يقلنَ للنّاس إيّاكُمْ وإيّاهُ

رُضابهُ الشَّهدُ لكنْ سدّ (ج) موردهُ ... وخدُّه الوردُ لكنْ عزَّ مجناهُ

كالشَّمسِ وجنتهُ والبدرِ غُرَّتهُ ... والدَّعْصِ أسفلُه والغُصنِ أعلاهُ

واتفق أَن اجتمعت بِهِ فِي دار الْحَدِيث بِإِرْبِلَ، فأنشدنيها من لَفْظه وحفظه وزاد فِيهَا:

من كان يزعُمُ أنَّ الدُّرّ فِي صَدَفٍ ... فَلَا أرى الدّر وهما (ح) أو أرى فاه

ووجدت بخطه: «رضا به الشَّهدُ لكنْ سُدّ مورده» . / وَوَجَدْتُ بِخَطِّهِ القطعة جميعها، وَفِيهَا مَا أتى ذكره بَعْد قَوْله: «كالشمس وجنته ... »

البيت:

ولستُ أعرف دُرًّا ضَمَّه صَدَفٌ ... مَا الدُّرُّ عنديَ إِلَّا مَا حكى فاهُ

وتَحْت قَوْله «حكى» بِخَطِّهِ: «أي زين» .

سئلتُ أيُّ بديعٍ من محاسنهِ ... أحلى إليك وأشهى، قلت: عيناهُ

وأنفُه وثَناياهُ وحَاجِبِهُ ... وصُدْغهُ وعذاراه وخدّاه

<<  <  ج: ص:  >  >>