للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ بعض الْحُكَمَاء: عواقب الْأُمُور، تتشابه فِي الغيوب، فَرب مَحْبُوب فِي مَكْرُوه، ومكروه فِي مَحْبُوب، وَكم مغبوط بِنِعْمَة هِيَ داؤه، ومرحوم من دَاء هُوَ شفاؤه.

وَكَانَ يُقَال: رب خير من شَرّ، ونفع من ضرّ.

وَرُوِيَ أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عليا، قَالَ: يَابْنَ آدم، لَا تحمل هم يَوْمك الَّذِي لم يَأْتِ، على يَوْمك الَّذِي أَتَى، فَإِنَّهُ إِن يكن فِي عمرك، يأتك الله فِيهِ بمحبتك، وَاعْلَم أَنَّك لن تكسب شَيْئا سوى قوتك، إِلَّا كنت فِيهِ خَازِنًا لغيرك بعد موتك.

وَقَالَ ودَاعَة السَّهْمِي، فِي كَلَام لَهُ: اصبر على الشَّرّ إِن قدحك، فَرُبمَا أجلى عَمَّا يفرحك، وَتَحْت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح.

شُرَيْح القَاضِي يحمد الله على الْمُصِيبَة أَربع مَرَّات

قَالَ شُرَيْح: إِنِّي لأصاب بالمصيبة، فَأَحْمَد الله عز وَجل عَلَيْهَا أَربع مَرَّات، أَحْمَده إِذْ لم تكن أعظم مِمَّا هِيَ، وأحمده إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْر عَلَيْهَا، وأحمده إِذْ وفقني للاسترجاع، لما أَرْجُو فِيهِ من الثَّوَاب، وأحمده إِذْ لم يَجْعَلهَا فِي ديني.

<<  <  ج: ص:  >  >>