للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُو الْقَاسِم السَّعْدِيّ يرى مناما فيتوب عَن فعل الْمُنكر

حَدثنِي أَبُو مُحَمَّد يحيى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَهد الْأَزْدِيّ الْموصِلِي، قَالَ: سَمِعت أَبَا الْقَاسِم السَّعْدِيّ يحدث أبي بِبَغْدَاد، قَالَ: كنت وَأَنا حدث السن، مشغوفا بِغُلَام لبي شغفا شَدِيدا، منهمكا مَعَه فِي الْفساد، فَكَانَ رُبمَا هجرني، فأترضاه بِكُل مَا أقدر عَلَيْهِ، حَتَّى يرضى.

قَالَ: وَإنَّهُ غضب عَليّ مرّة غَضبا شَدِيدا، فهرب، واستتر عني خَبره، فلحقني من الْحيرَة والوله، مَا قطعني عَن النّظر فِي أَمْرِي، وصيرني كَالْمَجْنُونِ، وَاجْتَهَدت فِي صرف ذَلِك عني فَمَا انْصَرف.

وَحضر وَقت خُرُوج النَّاس إِلَى الحائر، على ساكنه أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَكتبت رقْعَة أسأَل الله عز وَجل فِيهَا الْفرج مِمَّا أَنا فِيهِ، وأتوسل إِلَى الله تَعَالَى بالحسين بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا، ودفعتها إِلَى بعض من خرج، وَسَأَلته أَن يَدْفَعهَا فِي نَاحيَة من الْقَبْر.

وَكَانَت لَيْلَة النّصْف من شعْبَان، فَفَزِعت إِلَى الله، فِي كشف مَا بِي، وتفردت بِالصَّلَاةِ وَالدُّعَاء، قِطْعَة من اللَّيْل، ثمَّ حَملَنِي النّوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>