للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هِشَام بن عبد الْملك وَحَمَّاد الراوية

عَن حَمَّاد الراوية، قَالَ: كَانَ انقطاعي إِلَى يزِيد بن عبد الْملك، جعل هِشَام يجفوني دون سَائِر أَهله من بني أُميَّة، فِي أَيَّام يزِيد.

فَلَمَّا مَاتَ يزِيد، وأفضت الْخلَافَة إِلَى هِشَام خفته، وَمَكَثت فِي بَيْتِي سنة، لَا أخرج إِلَّا إِلَى من أَثِق بِهِ من إخْوَانِي سرا.

فَلَمَّا لم أسمع أحدا يذكرنِي، أمنت، فَخرجت فَصليت الْجُمُعَة عِنْد بَاب الْفِيل، فَإِذا بشرطيين قد وَقفا عَليّ.

وَقَالا: يَا حَمَّاد أجب الْأَمِير يُوسُف بن عمر.

فَقلت فِي نَفسِي: من هَذَا كنت أحذر، ثمَّ قلت للشرطيين: هَل لَكمَا أَن تدعاني آتِي بَيْتِي، فأودع أَهلِي، وداع من لَا يرجع إِلَيْهِم أبدا، ثمَّ أصير مَعَكُمَا؟ فَقَالَا: مَا إِلَى ذَلِك سَبِيل.

فاستسلمت فِي أَيْدِيهِمَا، وصرت إِلَى الْأَمِير وَهُوَ فِي الإيوان الْأَحْمَر، فَسلمت عَلَيْهِ، فَرد عَليّ السَّلَام، وَرمى إِلَيّ كتابا فِيهِ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>