للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضب الرشيد على مَرْوَان بن أبي حَفْصَة لمدحه معن بن زَائِدَة وضربه مائَة سَوط

حَدثنِي عبد الله بن عمر بن الْحَارِث الوَاسِطِيّ السراج المكفوف، الْمَعْرُوف بـ: أبي أَحْمد الْحَارِثِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن دُرَيْد، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أخي الْأَصْمَعِي، عَن عَمه، قَالَ: بعث إِلَيّ الرشيد فِي وَقت لم تكن عَادَته أَن يستدعيني فِي مثله، وَجَاءَنِي الرَّسُول بِوَجْه مُنكر، فأحضرني إحضارا عنيفا مُنْكرا مستعجلا، فوجلت وجلا شَدِيدا، وَخفت، وَجَزِعت.

فَدخلت، فَإِذا الرشيد على بِسَاط عَظِيم، وَإِلَى جَانِبه كرْسِي خيزران، عَلَيْهِ جوَيْرِية خماسية، فَسلمت، فَلم يرد عَليّ، وَلَا رفع رَأسه إِلَيّ، وَجعل ينكت الأَرْض بإصبعه.

فَقلت: سعي بِي عِنْده بباطل، يهلكني قبل كشفه، وأيست من الْحَيَاة.

فَرفع رَأسه، وَقَالَ: يَا أصمعي، أَلا ترى الدعي ابْن الدعي، الْيَهُودِيّ، عبد بني حنيفَة، مَرْوَان بن أبي حَفْصَة، يَقُول لِمَعْنٍ بن زَائِدَة، وَإِنَّمَا هُوَ عبد من عبيدنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>