للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقط عَلَيْهِ حَائِط ونهض سالما

حَدثنِي عمر بن عبد الْملك بن الْحسن بن يُوسُف السَّقطِي، وَكَانَ خليفتي على الْقَضَاء بحران ونواح من ديار مُضر، ثمَّ خلفني على قِطْعَة من سقِِي الْفُرَات، قَالَ: حَدثنِي أَبُو الْخطاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ، الشَّاهِد بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: غلست يَوْمًا، أُرِيد مَسْجِد الزياديين، بشارع المربد، لوعد كَانَ عَليّ فِيهِ، وَكَانَت الرّيح قَوِيَّة، وَإِذا بَين يَدي بأذرع رجل يمشي.

فَلَمَّا بلغنَا دَار ريَاح؛ قلعت الرّيح ستْرَة آجر وجص على رَأسه حَائِط، فرمت بهَا على ذَلِك الرجل، فَلم أَشك فِي هَلَاكه، وَارْتَفَعت غبرة عَظِيمَة أفزعتني، فَرَجَعت.

فَلَمَّا سكنت؛ عدت أسلك الطَّرِيق، حَتَّى إِذا دست بعض الستْرَة، لم أجد الرجل، فعجبت.

وتممت طريقي، حَتَّى دخلت مَسْجِد الزياديين، فَرَأَيْت أهل الْمَسْجِد مُجْتَمعين، فحدثتهم بِمَا رَأَيْت فِي طريقي، وشاكرا لله، عز وَجل، على سلامتي.

فَقَالَ رجل مِنْهُم: يَا أَبَا الْخطاب، أَنا الَّذِي وَقعت عَلَيْهِ الستْرَة، وَذَلِكَ أَنِّي قصدت هَذَا الْمَسْجِد لمثل مَا وعدت لَهُ، فَلَمَّا سَقَطت الستْرَة لم أحس

<<  <  ج: ص:  >  >>