للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَاهِر بن يحيى الْعلوِي وجرايته من الْحَاج الْخُرَاسَانِي

وَالْخَبَر الآخر، مَا حَدثنِي بِهِ أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْرَق، عَن أبي الْقَاسِم بن أماجور المنجم، قَالَ: كنت إِذا حججْت، دخلت على طَاهِر بن يحيى الْعلوِي، فَرَأَيْت عِنْده خراسانيا، كَانَ يحجّ فِي كل سنة، فَإِذا دخل الْمَدِينَة، جَاءَ إِلَى طَاهِر بن يحيى فَأعْطَاهُ مِائَتي دِينَار، فَكَانَت كالجراية لَهُ مِنْهُ.

فَلَمَّا كَانَ فِي بعض السنين، جَاءَ يُرِيد دَاره؛ ليعطيه المائتي دِينَار، فاعترضه رجل من أهل الْمَدِينَة، فشنع بطاهر عِنْده، وَقَالَ لَهُ: تضيع دنانيرك الَّتِي تدفعها إِلَى طَاهِر، وَهُوَ يَأْخُذهَا مِنْك وَمن غَيْرك، فيصرفها فِيمَا يكرههُ الله تَعَالَى، وَيفْعل ويصنع، وَتكلم فِيهِ بقبيح.

قَالَ الْخُرَاسَانِي: فَانْصَرَفت عَنهُ، وتصدقت بِالدَّنَانِيرِ، وَخرجت من الْمَدِينَة، وَلم ألق طَاهِرا.

فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَام الثَّانِي دخلت الْمَدِينَة، فتصدقت بِالْمَالِ، وطويت طَاهِرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>