للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشق جَارِيَة زَوجته فوهبتها لَهُ

وَوجدت فِي بعض كتبي: قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة: كَانَت لزوجتي جَارِيَة حَسَنَة الْوَجْه، فعلقتها، وَعلمت زَوْجَتي بذلك، فحجبتها عني، فَاشْتَدَّ مَا بِي من الوجد عَلَيْهَا، وقاسيت شدَّة شَدِيدَة.

فَبينا أَنا ذَات لَيْلَة نَائِم، ومولاتها زَوْجَتي إِلَى جَانِبي، إِذْ رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَن الْجَارِيَة حيالي، وَأَنا أبْكِي، إِذْ لَاحَ لي إِنْسَان فأنشدني:

وقفت حيالك أذري الدُّمُوع ... وأخلط بالدمع منّي دَمًا

وأشكو الَّذِي بِي إِلَى عاذلي ... وَلَا خير فِي الحبّ أَن يكتما

رضيت بِمَا لَيْسَ فِيهِ رضَا ... بِتَسْلِيم طرفك إِن سلّما

فتهت عليّ وأقصيتني ... وأعزز عليّ بِأَن أرغما

قَالَ: فانتبهت فَزعًا مَرْعُوبًا، ودعوت بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس، وَجَلَست فِي فِرَاشِي، وكتبت الشّعْر.

فَقَالَت لي زَوْجَتي: مَاذَا تصنع؟ فقصصت عَلَيْهَا الْقِصَّة والرؤيا.

فَقَالَت: هَذَا كُله من حب فُلَانَة؟ قد وهبتها لَك.

<<  <  ج: ص:  >  >>