وحَدثني عبد الله بن مَعْرُوف، قَالَ: دخلت حلب إِلَى أبي مُحَمَّد الصلحي، وَأبي الْحسن المغربي، أسلم عَلَيْهِمَا، وَكَانَا فِي صُحْبَة سيف الدولة، وهما فِي دَار وَاحِدَة نازلان لضيق الدّور.
وَكَانَ وَكيل كل وَاحِد مِنْهُمَا يبكر فيقيم لَهما جَمِيع مَا يحتاجان إِلَيْهِ من الْمَائِدَة والوظائف، فَإِذا كَانَ من الْغَد؛ بكر وَكيل الآخر، فَأَقَامَ لَهما ولغلمانهما، من الْمَائِدَة والوظائف مَا، يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ على هَذَا.
فَلَمَّا دخلت إِلَيْهِمَا وَجَلَست؛ دخل شيخ ضَرِير، فَسلم وَجلسَ، ثمَّ قَالَ: إِن لي بالأمير، سيف الدولة، حُرْمَة واختصاص، أَيَّام مقَامه بالموصل، وَقد لحقتني محن وشدائد، أملته لكشفها، وَقد قصدته، وَهَذِه رقعتي إِلَيْهِ،