وَحكي أَنه قيل للفضل بن يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي، قد أفسدت جودك بكبرك، فَقَالَ: وَالله مَا لي حِيلَة فِي النُّزُوع عَنهُ، وَمَا كَانَ سَبَب حُصُوله فِي إِلَّا أنني حملت نَفسِي عَلَيْهِ، لما رَأَيْت من عمَارَة بن حَمْزَة، فتشبهت بِهِ، فَصَارَ طبعا، وَلَا أقدر على الإقلاع عَنهُ.
وَذَلِكَ إِن أبي كَانَ يضمن فَارس من الْمهْدي، فَحلت عَلَيْهِ ألف ألف دِرْهَم.
وَكَانَ الْمهْدي قد سَاءَ رَأْيه فِيهِ، فحرك ذَلِك مَا كَانَ فِي نَفسه، وَأمر أَبَا عون عبد الْملك بن يزِيد، أَن يَأْخُذ أبي، فيطالبه بِالْمَالِ، فَإِن غربت الشَّمْس فِي يَوْمه ذَاك، وَلم يصحح جَمِيعه، أَو بَقِي دِرْهَم مِنْهُ، أَتَاهُ بِرَأْسِهِ من غير أَن يَسْتَأْذِنهُ أَو يُرَاجِعهُ.
قَالَ: فَأَخذه أَبُو عون، فاستدعاني، وَقَالَ: يَا بني، قد ترى مَا نَحن فِيهِ، فَلَا تدعوا فِي مَنَازِلكُمْ شَيْئا إِلَّا أحضرتموه.