يحيى الْبَرْمَكِي يتحدث عَن عارفة فِي عُنُقه ليعقوب بن دَاوُد
وَذكر أَبُو الْحُسَيْن القَاضِي، فِي كِتَابه، قَالَ: رُوِيَ أَن خَالِد بن برمك، قَالَ لِابْنِهِ يحيى، فِي إضاقة نالته: قد ترى مَا نَحن فِيهِ، فَلَو لقِيت يَعْقُوب بن دَاوُد، وشكوت إِلَيْهِ مَا نَحن فِيهِ.
فَأتى يَعْقُوب بن دَاوُد، فَذكر لَهُ ذَلِك، فَسكت عَنهُ، فَانْصَرف يحيى، وَهُوَ مكروب، آيس من خَيره، فَأخْبر أَبَاهُ.
فَقَالَ: افتضحنا، فيا لَيْت أَنا لم نَكُنْ كشفنا لَهُ خبرنَا.
قَالَ: فَركب يحيى بن خَالِد من غَد، فَلَقِيَهُ بعض إخوانه، فَقَالَ: مَا زَالَ يَعْقُوب بن دَاوُد يطلبك طلبا شَدِيدا، فَمضى إِلَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب: أَيْن كنت؟ وَالله، إِنَّك أوردت على فلبي مَا شغله بالفكر فِي إِصْلَاحه، وَقد عنّ لي أَمر رَجَوْت بِهِ صَلَاح حالك، امْضِ بِنَا إِلَى الدِّيوَان، فَسَار مَعَه إِلَيْهِ.
فَقَالَ يَعْقُوب: عَليّ بتجار السوَاد، فأحضروا.
فَقَالَ: أشركوا أَبَا عَليّ مَعكُمْ بِالثُّلثِ فِيمَا تبتاعونه من غلَّة السُّلْطَان، فَفَعَلُوا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute