حَدثنِي عَليّ بن هِشَام بن عبد الله الْكَاتِب، وَيعرف هِشَام بِأبي قِيرَاط، قَالَ: كنت حَاضرا مَعَ أبي رَحمَه الله، فِي مجْلِس أبي الْحسن بن الْفُرَات، فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاث مائَة، وَفِي وزارته الثَّانِيَة، فَسَمعته يتحدث، قَالَ: دخل عَليّ أَبُو الْهَيْثَم الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن ثوابة الْأَنْبَارِي، فِي محبسي بدار المقتدر، فطالبني بكتب خطي بِثَلَاثَة عشر ألف ألف دِينَار.
فَقلت: وَالله، مَا جرى قدر هَذَا المَال، على يَدي للسُّلْطَان، فِي طول وزارتي، فَكيف أصادر على مثله؟ فَقَالَ: قد حَلَفت بِالطَّلَاق أَنه لَا بُد من أَنَّك تكْتب خطك بذلك، فَكتبت ثَلَاثَة عشر ألف ألف، من غير مَا أذكر مَا هِيَ، أَو ضمانا فِيهَا.