الْفضل بن الرّبيع يتحدث عَمَّا لَاقَى أَيَّام استتاره من الْمَأْمُون
حَدثنِي عَليّ بن هِشَام أبي قِيرَاط الْكَاتِب، بواسط، فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة، من لَفظه، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عَليّ بن مقلة، قبل وزارته الأولى، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن سعيد الديناري، عَن أبي أَيُّوب سُلَيْمَان بن وهب عَن أبي طالوت كَاتب ابْن طَاهِر، قَالَ: سَمِعت الْفضل بن الرّبيع، يَقُول: لما استترت من الْمَأْمُون، أخفيت نَفسِي حَتَّى عَن عيالي وَوَلَدي، وَكنت أنتقل وحدي.
فَلَمَّا اقْترب الْمَأْمُون من بَغْدَاد، ازْدَادَ حذري، وخوفي على نَفسِي، فتشددت فِي الِاحْتِيَاط والتواري، وأفضيت إِلَى منزل بزاز كنت أعرفهُ فِي درب بِبَاب الطاق، وشدد الْمَأْمُون فِي طلبي فَلم يعرف لي خَبرا.
فتذكرني يَوْمًا، فاغتاظ على إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، وجد بِهِ فِي طلبي، فَأَغْلَظ لَهُ، فَخرج إِسْحَاق من حَضرته، وجد بأصحاب الشَّرْط، وأوقع ببعضهم المكاره، ونادى فِي الْجَانِبَيْنِ، من جَاءَ بِهِ فَلهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم وإقطاع غَلَّته