إِذا رميت أصابني سهمي
قَالَ أَبُو الْفرج، وروى بعض هَذَا الْخَبَر، مُحَمَّد بن الْفضل الْهَاشِمِي، فَقَالَ فِيهِ: لما فرغ الْمَأْمُون من خطابه؛ دَفعه إِلَى أَحْمد بن أبي خَالِد الْأَحول، وَقَالَ لَهُ: هُوَ صديقك، فَخذه إِلَيْك.
فَقَالَ: مَا يُغني هَذَا عَنهُ، وأمير الْمُؤمنِينَ ساخط عَلَيْهِ، أما وَإِنِّي وَإِن كنت صديقا لَهُ، لَا أمتنع من قَول الْحق بِهِ.
فَقَالَ لَهُ: قل، فَإنَّك غير مُتَّهم.
فَقَالَ: هُوَ يُرِيد التسلق إِلَى أَن تَعْفُو عَنهُ، فَإِن قتلته؛ فقد قتلت الْمُلُوك قبلك من كَانَ أقل جرما مِنْهُ، وَإِن عَفَوْت عَنهُ؛ عَفَوْت عَمَّن لم يعف قبلك أحد عَن مثله.
فَسكت الْمَأْمُون سَاعَة، ثمَّ تمثل بِهَذِهِ الأبيات:
فلئن عَفَوْت لأعفون جللا ... وَلَئِن سطوت لأوهنن عظمي
قومِي هموا قتلوا أميم أخي ... فَإِذا رميت يُصِيبنِي سهمي
قَالَ مؤلف هَذَا الْكتاب: وروى أَبُو تَمام الطَّائِي، هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي اختياراته الَّتِي سَمَّاهَا: الحماسة، وَقدم الْبَيْت الثَّانِي على الأول.
رَجَعَ الحَدِيث إِلَى أبي الْفرج، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: خُذْهُ إِلَيْك مكرما، فَانْصَرف بِهِ، ثمَّ كتب إِلَى الْمَأْمُون
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute