ألمعية الْمَأْمُون وذكاؤه
قَالَ: دَعَا الْمَأْمُون يَوْمًا بِأبي عباد، فَدفع إِلَيْهِ كتابا مَخْتُومًا، وَأمره أَن يَأْتِي عَمْرو بن مسْعدَة، فيناظره على مَا فِيهِ بَابا بَابا، وَيَأْخُذ تَحت كل بَاب خطه فِيهِ، ويختمه بِخَاتمِهِ، وَخَاتم عَمْرو، ويحتفظ بِهِ إِلَى أَن يسْأَله عَنهُ، وَلَا يذكرهُ ابْتِدَاء، وأكد على ذَلِك.
قَالَ: فَعلمت أَنَّهَا وقيعة، وَقد كنت شاركت عمرا فِي أَشْيَاء، فَصَارَت إِلَيْنَا مِنْهَا أَمْوَال، فَخفت أَن تكون مَذْكُورَة فِي الْكتاب.
فقصدت عمرا، فَوَجَدته فِي بُسْتَان أَحْمد بن يُوسُف، يلْعَب بالشطرنج مَعَ بعض أَصْحَابه، فعرفته أَنِّي مُحْتَاج إِلَى الْخلْوَة مَعَه.
فَقَالَ: دَعْنِي السَّاعَة، فقد اسْتَوَى لي هَذَا الدست.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute