للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأشتر وجيداء]

أَخْبرنِي أَبُو الْفرج عَليّ بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالأصبهاني، قَالَ: حَدثنِي جَعْفَر بن قدامَة، قَالَ: حَدثنِي أَبُو العيناء، قَالَ: كنت أجالس مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب سَلام الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ، وَكَانَ قد حمل إِلَى المتَوَكل أَسِيرًا، فحبسه مُدَّة، ثمَّ أطلقهُ المتَوَكل، وَكَانَ أَعْرَابِيًا فصيحًا، فَحَدثني يَوْمًا قَالَ: حَدثنِي نمير بن مخلف الْهِلَالِي، وَكَانَ حسن الْوَجْه جدا، قَالَ: كَانَ منا فَتى يُقَال لَهُ بشر بن عبد الله، وَيعرف بالأشتر، وَكَانَ يهوى جَارِيَة من قومه، يُقَال لَهَا: جيداء، وَكَانَت ذَات زوج.

وشاع خَبره فِي حبها، فَمنع مِنْهَا، وضيق عَلَيْهِ، حَتَّى لم يقدر أَن يلم بهَا.

فَجَاءَنِي ذَات يَوْم، وَقَالَ: يَا أخي، قد بلغ مني الوجد، وضاق عَليّ سَبِيل الصَّبْر، فَهَل تساعدني على زيارتها؟ قلت: نعم فركبت، وسرنا، حَتَّى نزلنَا قَرِيبا من حيها، فكمن فِي مَوضِع.

فَقَالَ لي: اذْهَبْ إِلَى الْقَوْم فَكُن ضيفًا لَهُم، وَلَا تذكر شَيْئا من أمرنَا،

<<  <  ج: ص:  >  >>