للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِن من أعظم المحنة أَن تسبق أُميَّة هاشما إِلَى مكرمَة

وحَدثني أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ، قَالَ: حَدثنِي عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش، وَمُحَمّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان، قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد النَّحْوِيّ؛ يعنيان: أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد، قَالَ: حَدثنَا الْفضل بن مَرْوَان، قَالَ: لما دخل إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي على الْمَأْمُون وَقد ظفر بِهِ؛ كَلمه بِكَلَام كَانَ سعيد بن الْعَاصِ كلم بِهِ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي سخطَة سخطها عَلَيْهِ، واستعطفه بِهِ، وَكَانَ الْمَأْمُون يحفظ الْكَلَام.

فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: هَيْهَات يَا إِبْرَاهِيم، هَذَا كَلَام قد سَبَقَك بِهِ، فَحل بني الْعَاصِ وقارحهم سعيد بن الْعَاصِ، خَاطب بِهِ مُعَاوِيَة.

فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: وَأَنت إِن عَفَوْت عني؛ فقد سَبَقَك، فَحل بني حَرْب، وقارحهم إِلَى الْعَفو، وَلم تكن حَالي فِي ذَلِك، أبعد من حَال سعيد عِنْد مُعَاوِيَة، فَإنَّك أشرف مِنْهُ، وَأَنا أشرف من سعيد، وَأَنا أقرب إِلَيْك من سعيد إِلَى مُعَاوِيَة، وَإِن من أعظم المحنة أَن تسبق أُميَّة هاشما إِلَى مكرمَة.

فَقَالَ لَهُ: صدقت، يَا عَم، وَقد عَفَوْت عَنْك.

<<  <  ج: ص:  >  >>